من منا لم يسمع الاغنية.. او بالأصح من منا لم يحفظها..!
مع فجراليوم وكطقس رسمي يوم الأجازة
كانت الأغنية تتردد من التلفزيون
لذلك سمعتها اليوم بشكل وطريقة جديدة
وهذه هي المرة الأولى التي اقف عند كلماتها جميعها.
الأغنية بإبطالها الثلاث عادل وأحمد وسعاد
تتحدث عن شقاوتهم وكيف انهم يدفعون ثمن هذه الشقاوة.
فالواد عادل، مشاكسته تتمثل انه لايشرب الحليب ورجليه اصبحت كالفتلة من الضعف
وهنا الأمر جيد فالطفل يحتاج الى الكالسيوم لتقوية عظامه.
لكن السلبي في قصة عادل
ان جميع اصحابه يضحكون عليه بسبب رجله النحيفة، وهنا دخلنا في نطاق التنمر بين الأطفال
وليس هذا فقط، لكن الدكتور اعطاه حقنه كبيرة بسبب هذا الضعف
وهنا تخويف رسمي ومباشر من الطبيب وخلق حالة من الرعب لدى الطفل تجاهه.
فماذا لو كان الواد عادل فقير و(غلبان) مثلما يقول المصاروة
فمن اين سيأتي بثمن الحليب..!!
وكيف سيكون موقف عائلته امامه وهم لايستطيعون تأمين الحليب له
طيب، ماذا لو كان الواد عادل يعاني من ضعفاً وجسمه هزيل لاي سبب كان
هل كان سيسلم من تنمر اقرانه، وهم يجدون تصريح الموافقة والتشجيع من المغني الرحل محمد فوزي.
وكيف سيتشجع اي طفل للذهاب الى الطبيب وهو في مخيلتهم ذلك الأقرع صاحب النظارة السميكة
الممسك بحقنة ارض جو..!!
.
.
اما الواد احمد، فقصته انه كان في حالة خصام مع امه
والسبب انه دائم اللعب بالكبريت ويحمله في جيبه
وفي يوم اشعل هذا الكبريت وحرق يده، واخته بوسي كانت شاهدة على الواقعة المأساوية
ومن ذلك اليوم بطل عفرته(شقاوة) وترك هوايته باللعب بالكبريت
كل هذه الاحداث والام غافله
فهو دائم اللعب بالكبريت، يعني اللعب متكرر
وهي لم تمنع عنه الكبريت او تحاول ان تخبئه في مكان بعيد عنه..تخيل!
ولا ادري سبب انشغالها المتكرر عن صغيرها احمد
ولا اظن ان في الخمسينات كان هناك مسلسلات تركية او هواتف ذكية!!
وهنا نصل الى 3 نتائج
الاولى ان احمد ليس بشقي بل يحب الإستكشاف
والثانية ان ام احمد مهملة وليست اهلاً للأمومة.
والثالثة ان بوسي غير جديرة بالثقة
.
.
اما الامورة سعاد
فكانت لديها مشاكل مع معلمتها في المدرسة
فهي مهملة وتكذب ولاتحفظ الدرس بل واضاعات كتابين
وشقية في الصف وترتيبها الـ 20 بين 30 تلميذ
كل ده يطلع منك ياسعاد..!!!
طيب لماذا وضعت المعلمة الفاضلة الذنب على الطفلة سعاد..!
لماذا لم تعمل اجتماعاً مع اهلها تبلغهم عن سلسلة الجرائم الدموية المتكررة
التي تقوم بها سعاد.
ولماذا لاتسأل المعلمة نفسها عن سبب تكاسل سعاد
وقد تكون نفسها هي السبب لان درسها ممل وانها لاتجيد عملها
او ممكن عدد الطلاب الـ 30 والكبير هم من مسببات تراجع مستواها.
ولماذا تغيرت سعاد فجأة واصبحت من الشاطرين..!!
لماذا لم تخبرنا يامحمد يافوزي رحمك الله عن هذا التغيير المفاجئ بشخصية سعاد
كي نستفاد من التجربة الفريدة.
.
.
هنا تسعفني الذاكرة بموقفين
كنت في بغداد الحبيبة في زيارة قبل سنوات
وفي يوم جمعة ربيعي كنت مدعواً على وجبة افطار صباحية مع بعض الاصدقاء
الجميع شرب الشاي
والنشمي كاتب هذه الكلمات، شرب حليب
فما كان من احد الحضور الكرام الذين تعرفت عليه للتو
الا ان يقول( رجال وهذا طولك وعرضك تشرب حليب..!!)
كلماته العفوية اغرقتنا في دوامة من الضحك
حتى ان تعجبت من تصرفي وعدت الى نفسي القديمة والاصلية وانتقدتها
وكيف لها ان تتميز عن اقرانها وتشرب الحليب..!
لان الحليب في نظر البعض وليومنا هذا، لازال مشروب الأطفال المدللين.
.
درس الأحياء في متوسطة الكميت البغدادية
لم يكن محبباً لنا جميعاً
فالمدرسة كانت عبارة عن ساحرة مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة اسمها هيفاء
الجميع كان يهابها
فهي سليطة اللسان وقبيحة والأهم انها كانت مسؤولة حزبية برتبة مهاجم صريح
يوماً ما، وياريتني لم افعل، حاصرتها في خانة اليك
فجميع طلاب صفنا لم تكن نتائجهم مرضية بمادتها
القت علينا محاضرة عن فشلنا وتقاعسنا وخيبتنا وما كان منها الا ان تضيف
يافشلة ياخائبين سينتهي بكم الحال جنوداً بلا مستقبل
وهنا ولاادري كيف وزني الشيطان الرجيم على جريمتي
وقفت وبكل شموخ وقلت لها وبلهجة عراقية (الجنود ابطال ياست وشرف إلنا ان نكون منهم)
صمتت هي ولم ترد لثواني..
كيف ترد وكلماتي هي الأعلى في بلد منهك بالحروب والحصار في اواخر التسعينات.
من يومها وهيفاء اعلنت عليّ الحرب اللاأخلاقية
فاصبحت اسال حتى عن اسماء اقرباء وجيران الخلية في جسم الضفدعة
ولم تهمني ضحكات اصدقائي في درسها يوماً
لاني كنت احاسبهم بعد كل محاضرة…
وطيب الله اجازتكم بكل خير