مآسي، تهديد، قتل وبيوت ومنهارة

السكينة المنهارة..

هل تعرف تلك الطرق التي تسير بإتجاه واحد ولايمكنك العودة منها؟
هذا هو ما استطيع ان اصف بها الحالات الكثيرة من المشاكل التي تحدث بين الأزواج.
لست هنا لإقف عن الحالات وأسبابها وكيف يمكن تلافيها، لانه وبالمختصر.. كان غيري أشطر.

يوم أمس كان هناك في أحد مناطق مدينتنا الفاضلة تواجد أمني كثيف جداً
ومثل هذه المشاهد باتت مألوفة، واصبحت حتى انها لاتستحق الوقوف عليها، كما كانت فيما مضى
ولا ادري ما اذا كان الفضول ترك شغفه، او انه يعاني من حالة تبلد مزمنة.

المهم ياعزيزي
التواجد الأمني هذا والمصحوب بطائرة درون(مسيرة) كان سببه حالة بلاغ لسيدة ضد زوجها
واتهمته فيه بإنه هددها بحياتها
الى هنا الأمور شبه معقولة، فحالات التهديد واردة خصوصاً ان اخذت كل كلمة بمعناها الحرفي
واذا كان المترجم يترجم حرفياً ماتقوله الزوجة
وأذكر هنا تلك الحالة التي قالت بها الأم لإبنتها:
“والله لإقطع لسانك ان رجعتي وقلتي هالكلمة..”
ليترجم المترجم المهني جداً، الكلام حرفياً للمشرفة وطاقمها الفضائي
وما كان منها الا ان تعتبره تهديد صريح ضد الفتاة المراهقة
لتدخل تلك العائلة في دوامة غير معلومة الملامح.


بالعودة الى موضوعنا
فإن هذه الزوجة اضافت ان زوجها لم يكتف بتهديدها، لكنه تحت تأثير المخدرات و يملك سلاحاً في المنزل
وان طفلها ذو الـ 3 اعوام قد تركته مع الزوج بعد ان استطاعت الفرار بروحها العزيزة.
وهنا دخل الموضوع دائرة اللامعقول
قبل ان اكمل كلماتي المباركة
فدعني اوضح لك التسلسل الهرمي للأولويات في المجتمع الدنماركي:
الطفل اولاً
المراة ثانياً
الكلب ثالثاً
والرجل رابعاً
وبما ان الموضوع فيه طفلاً فتحركت الشرطة على الفور واحاطت بمنزل العائلة
تصور انها لم تبلغ حتى الجيران كي يأخذوا احتياطاتهم وكي لاتفقد عنصر المفاجأة للزوج المسلح.
.
العملية انتهت بسلام بعد محادثات بسيطة مع الزوج وتم القبض عليه بعد ان سلم نفسه بكل سلاسة.
ولايعرف لغاية الآن سبب إعتقال الشرطة للرجل، لكن مصادر تحدثت عن هناك اشياء في المنزل قد تكون
أحد اسباب هذا الإعتقال.
.
ممكن اني تساهلت مع الموضوع بشكل كبير حتى انه من يقرأ هذا الأسطر يتولد لديه انطباع ان الزوج بريء
وان زوجته هي من تجنت عليه..
لكن التهديد والخطر الذي عاشته هذه الزوجة وارد وواقعي بشكل كبير
والذي يتابع الجرائم وحالات العنف التي تعيشها الزوحات هنا في الدنمارك يعرف جيداً ان الأمور خطيرة جداً.
وقبل أيام قليلة قتل زوج طليقته الستينية، بعد ان دعاها الى جلسة حوار لتقاسم مقتنيات المنزل بعد انفصالهما.

كم مؤلمة تلك الكلمات والقرارات التي تتوخذ دون ان يتم التفكير بعواقبها وتبعاتها المهلكة..



‎مؤخرة الموقع

error: Content is protected !!