
منذ السقوط والموت المؤقت للاعب منتخب الدنمارك كريستيان ايركسن على الهواء مباشرة خلال مباراة لكرة القدم
وأزدادت المواضيع والتغطيات التي تتكلم عن السكتة القلبية وموت الفجأة الذي يصيب عشوائياً.
وهنا أود ان استذكر وأدعو بالرحمة للأخ والصديق الغالي الذي عرفته وعاشرته بشكل شبه يومي
لسنوات، أسامة، ذلك الطيب الذي غادر فجأة وبسكتة قلبية مفاجأة رغم صغر سنه، أهله وأطفاله وأصدقاءه.
قبل سنوات قليلة، كانت هناك مباراة بكرة القدم هي قد تكون الأروع بتفاصيلها ضمن بطولة كاس العالم.
فطرفيها إسبانيا والبرتغال، وتشهد مهرجاناً من الأهداف، انتهت حينها بـ 3 اهداف لكل فريق.
كان اوليفر ووالده والمحبين للكرة، قد شاهدوا المباراة سوياً وتكلموا عن روعة أداء المنتخبين.
بعد ساعات قليلة من ذهابهما للنوم
سمع اوليفر صوت والدته تصرخ بشدة طالبة المساعدة.
فزع عند رؤيته لوالده بلا حراك ولايتنفس ومبتلعاً للسانه.
لم يفقد الأمل وواصل الضغط على صدر أبيه
الام المنهارة استعجلت بالإتصال بخدمة الطوارئ، بينما حاول اوليفر ان يعمل تنفساً إصطناعياً
لوالده، لكن اللسان مغلق لمجرى التنفس، وعوضاً عن ذلك قام بالضغط وتدليك منطقة الصدر
بكل قوته..
يقول اوليفر، كنت متيقن ان والدي قد غادر الحياة، لكن في داخلي كنت افكر وأقول
لا لن تموت يا ابي وتغادرنا هكذا مبكراً..كانت أصعب دقائق عمري.
استمريت بالتدليك والضغط بشكل متقطع على الصدر دون توقف لمدة 14 دقيقة
لحين وصول سيارة الإسعاف الذي نقلته الى المستشفى على الفور.
والــــدي توفي لدقائق، لكن ماقمت به وبشكل لا إرادي اعاد لنا ابي مرة أخرى
هذا ماتم اخبارنا به في المستشفى.
مدين لك بعمري
والد أوليفر قال لولا شجاعة ابني التي أعجز عن وصفها
ماكنت معكم اليوم..فخور بما قام به وانا مدين له بعمري.
والد اوليفر يعيش الآن مع منظم صناعي ومنشط للقلب تم زرعه داخل جسمه
وهذه الألة الصغيرة تقوم بتزويد القلب بشحنات كهربائية محفزة عند بطئ النبض
او توقفه المفاجئ، وتعمل بالبطارية التي تكون صالحة لمدة 5 الى 6 سنوات.
ونفس هذا المنظم الصناعي تم زرعه في جسم اللاعب إيركسن الدنماركي.

موضوع السكتة القلبية وتوقف القلب من المواضيع المهمة التي يتم التركيز عليها
هنا في المجتمع، ومؤكد ان عينيك قد وقعت على جهاز إنعاش القلب وانت تتجول في
شوارع الدنمارك او مراكزها التجارية.
وهناك دورات منتظمة تقام للمتطوعين الراغبين بإن يكونوا منقذين ومسعفين لحالات
السكتة القلبية، ويتم بعدها بالإستعانة بالمتطوع عن طريق تطبيق خاص
يبلغه عن طريق تنبيه عاجل عن حدوث حالة سكتة قلبية قريبة منه
وبالتالي يستطيع المتطوع والمتدرب إنقاذ نفساً من الموت.
الدنمارك واحدة من اوائل الدول التي اغلب مواطنيها من المتدربين على الإنعاش
القلبي، فهي بعد النرويج وهولندا بهذا المجال.
وتسعى الدنمارك كذلك الى إدراج دورات تدريب الإنعاش القلبي ضمن المنهج
الدراسي.
وبالسلامة للجميع..