
30 هو عدد الأطفال
الذين حرموا من حنان والديهم العام الماضي.
هذا ان كان هناك حناناً من الأساس(ونعود الى هذه الجملة بعد اسطر قليلة)
الرقم مخيف ومقلق
ويزيد بـ 9 حالات عن عام 2019
وعن 2018 بـ 20 حالة.
.
نحن كمهاجرين
ينتابنا هاجس ورعب عند التطرق الى مثل هذه المواضيع
وبالتأكيد فمن من حقنا ذلك
كيف لا
واطفالنا هم أعز وأغلى وأثمن مانملك
في حياتنا هذه المؤقتة على الكرة الأرضية..
.
لكن خوفنا هذا مبالغ فيه قليلاً
لان الإطفال لايستبعدون من اهلهم الا كحل أخير
بعد ان استنفذت كل محاولات الإصلاح التي تتبعها الجهات الإجتماعية
وكلامي هذا وبكل تواضع ناتج عن إطلاع وتجارب شخصية عديدة
كنت شاهداً عليها.
قد يقول قائل ان هذه الجهات الرسمية منحازة
وتنتظر اي زلة من الأهل(المهاجرين) كي تأخذ أطفالهم
وهذه النقطة كذلك غير صحيحة
فأهل الإختصاص لايفرقون بين شقار شعر الطفل او سواده
والطفل هو الطفل
وممكن من عايش هذا الحدث المؤسف يتبنى هذا النهج
وينسى ويتناسى اخطاءه التي لاتغتفر بحق اطفاله، رامياً بالتهم على الجهة المقابلة.
.
.
لو اعود بالزمن الى بضع سنوات قريبة
فسأتذكر تلك الأشهر التي عملت فيها في داراً للإطفال
في أحد مدن الدنمارك الــيولاندية
ودار الأطفال هو مكان يتم فيه تجميع الأطفال
الذين أخذوا من اهلهم لإي سبب كان.
يعيشون فيه لفترة مؤقتة قبل ان يتم البت في أمرهم، فإما عودة الى احضان الأهل او العيش مع عائلة بديلة.
دار الأطفال هذا كان فيه الأطفال الدنماركيين ضعف اعداد اقرانهم ممن هم من اصول مهاجرة.
لي إطلاع شبه عام على سبب تواجدهم
وجميع الأطفال يجمعهم خذلان الأهل والإهمال كعامل مشترك.
حتى تلك العائلة التي كلفت بتواجدي معها
وأسال الله لهم كل الخير
كانوا هم السبب جملة وتفصيلاً بإبعاد اطفالهم عنهم
لكنهم كانوا مقتنعين وبكل ثقة
ان عنصرية الجهات الإجتماعية هي السبب الأول والرئيس بحرمانهم من أطفالهم..
كنت اعذرهم
فألية حيل الدفاع النفسي لديهم كانت مسيطرة وطاغية
تماماً مثل ذلك الذي يرمي بسبب تعاسته على اهله والمجتمع
وموطنه والزمن
لادخل له بكل هذه التعاسة، كي يعيش اياماً من الراحة النفسية الزائفة.
.
.
هذه الإسطر كتبتها قبل ايام من الآن وتركتها
لإحظى بموافقة صاحب الشأن الذي تعرفت عليه قبل سنوات
والذي كذلك غابت اخباره عني
فالقدر كتب لنا ان نلتقي مجدداً عند جهة إجتماعية ما.
فموضوع مشاكل أطفاله والملاحظات التي عليهم
قد تطور وخرج ملفها من المدرسة
وأصبح الان بين ايادي جهات إجتماعية أعلى.
.
المعني وصاحب الشأن رجل طيب وفيه من الخير الكثير
لكن مشكلته (التي أراها والتي لايراها)
انه كثير الغياب عن منزله واطفاله بداعي العمل
فإنه لايرى أطفاله الا لدقائق خلال اليوم
حتى في اجارة نهاية الإسبوع
وأوكل مهمة التربية والعناية والنصح والإرشاد الى والدتهم
التي وبدورها وبكثرة التزاماتها الإمومية لم تحسن هذا الدور.
.
الإهمال لايلخص بحالات التعنيف والضرب
الإهمال، هو الغياب وعدم النصح
الإهمال، هو سهر وأكل غير صحي وتأخر على مواعيد المدرسة
الإهمال، هو تسوس أسنان وسمنة وملابس برائحة تثير التساؤلات.
.
انت راع ومسؤول وستسأل عن رعيتك
فحافظ عليها وكن أهلاً لتلك المسؤولية.
وأدام الله بيوتكم عامرة.
.
.
ليصلك كل جديد المقالات والتدوينات
إحرص على متابعة وسائل التواصل الإجتماعي
والموجودة روابطها في كل زوايا المدونة.