في السنوات التي تلت ازمة الرسوم المسيئة لمقام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
حاشاه الله ونزهه من اي إساءة
كانت لي سفرات كثيرة لعدد من البلدان العربية
وفي كل مرة يعرف المقابل اني دنماركي الجنسية
يبادر بسؤالي عن الشعب الدنماركي
هل هو حقاً كارهاً للمسلمين، هل تم الرسم والإساءة بدعم من الدولة؟ هل وهل وهل؟
هنا كنت حقاً اتيه في الإجابة عن هذه الأسئلة
والجواب حتماً لن يكون مختصر بكلمتي نعم او لا
فالدنماركيون ليس لهم كرهاً للإسلام وللمسلمين بشكل مطلق
ولايحبونه اكيد بشكل مطلق كذلك..فالقضية نسبية
هناك المتعايش مع المسلمين هنا في الدنمارك
وهناك الكاره لهم، وهذا الكاره لهم، قد يكون كارهاً لاي دين يقيد حريته.
واكيد ستجد من يؤيد الرسوم، ومن يدينها، وهذه حقيقة وواقع عايشته بنفسي.
كانت اجاباتي هذه لاتلقى تفاعلاً من الطرف المقابل
ولسان حاله يقول( اي يا عم الهري اللي بتقوله ده، يعني كل اللي بيوصلنا غلط وانت اللي عامل حالك فهيم بقا!!..ياعم غور)
وتتغير دفة الحديث.
نسبة كبيرة من الدنماركيين يرون ان حرق القرآن يجب ان يمنع
وانا محاط بضوضاء شركاء العيش الروتينية في عطلة نهاية الإسبوع.
لفتني هذا العنوان الذي قرأته صباح اليوم السبت
المقال والخبر والدراسة تحتاج جلسة خلو صافية وتحليل عميق لها
لذلك اتجهت الى ما سيكون عش الزوجية الثالث بعون الله وقوته حيث الهدوء والسكينة.
لو عدنا الى الايام التي تلت تصريح وزير الخارجية الدنماركي (لارس لوكة غاسموسن)
والذي قال فيها ان حرق المصحف وإستفزاز المعتقدين به، يجب ان يمنع
لوجدنا كمية كبيرة من ردود الأفعال الرسمية والشعبية.
فالكثير من الساسة المعروفين بإتجاهاتهم المتطرفة ضد المهاجرين والهواء الذي يتنفسونه
وجدوها فرصة سانحة للعودة الى المشهد وتصدر مانشيتات الصحف ونشرات الأخبار
من خلال المعارضة الشرسة لفظياً لهذا القرار
والذي اعتبروه ركوع ورضوخ لملالي ورجال دين الشرق الأوسط.
والبعض الاخر
ومنهم سيدة الدنمارك الأولى رئيسة الوزراء
ذكرت ان هذه الأعمال الإستفزازية يجب ان تتوقف
وليس لها مكان في الدنمارك وان فهم الشعب لحرية التعبير منقوصة
ويمكنك متابعة تصريحها المترجم للعربية من خلال هذا الفيديو.
اما على المستوى الشعبي
فالكثير من الدنماركيين يرون ان حرق المصحف يجب ان يتوقف
وان تحترم معتقدات نسبة كبيرة من الشعب الدنماركي المؤمن بالإسلام
بينما هناك طرف اخر استهزء بمقترح حرق المصحف.
لو تابعنا لغة الارقام
فان نسبة كبيرة من الدنماركيين متوافقين مع مقترح الحكومة بمنع حرق القرآن الكريم امام البعثات الدبلوماسية
هذا ما اظهره استطلاع راي جديد اعد للقناة الثانية الـ TV2 وان يجب تجنب اهانه الدول وثقافاتهم ومعتقدهم.
حيث كان هناك 51٪ ممن يؤيدون قرار الحكومة، مقابل 39 ٪ لايرون ان على الحكومة اصدار قراراً بالمنع.
حجج لم يتفق معها الكثير
حجج الحكومة بالمنع الذي عللته بإحترام الدول ومعتقدات الاخرين، لم يتفق معها الكثير من الدنماركيين
يعني بلهجة مصرية عامية ( مشربوش الكلام دا)
فالنسبة الاكبر 64٪ ترى ان منع الحكومة لحرق المصحف هو لمنع وقوع هجمات ارهابية انتقامية داخل الدنمارك.
ونفس هذه النسبة تقريباً يرون ان دوافع الحكومة اقتصادية
فالمنع اساساً لحماية صادرات الشركات الدنماركية وتجارتها الخارجية.
اما النسبة الاقل فيرون ان المنع هو لإحترام معتقدات الأخرين وتجنب السخرية منهم.
.
اتفقنا ام لم نتفق على هذه النسبة، فبكل الحالات الحكومة صائبة بقرارها هذا.
-تريد الحفاظ على اقتصادها وتجارة شركاتها.. من حقها
-تريد تجنب البلاد والعباد اي خلل امني يكون نتيجة ردة فعل لهذا الفعل الإفتزازي التافه..من حقها
-اما اذا كان المنع نابعاً من الاحترام وان كان مستبعداً.. فخيراً على خير..
والاهم ان النسبة الكبيرة من الشعب الدنماركي
تؤيد قرار حظر حرق القرآن الكريم
وهذا وحده عامل ايجابي بأن نتفائل خيراً بالقادم..
وللحديث بقية.
وملاحظة اخيرة..تابع قناة اليوتيوب والذي رابطها ها هو ذا https://www.youtube.com/channel/UCTSPafy6NHksL-tmU1eqmHw