قطع اشجار بعواقب وخيمة على الطرق الخارجية الدنماركية

الشرطة وصفت الظاهرة بالخطرة والجدية
والإدعاء العام يطالب بالحكم باقصى عقوبة.

قبل اسابيع قريبة وبعد منتصف الليل بقليل
كان مدرس احدى المدارس الثانوية الداخلية في طريقه الى منزله
ولم يكن يعلم ان بعد دقائق بسيطة ستكون هي الأخيرة في حياته..
ففجأة سقطت على سيارته شجرة كبيرة واردته قتيلاً في التو واللحظة.
ممكن يكون سقوط الشجرة الثقيلة والكبيرة هذه
خبراً عادياً وحادثاً عرضياً يصيب الكثير وفي كل مكان
لكن الغير مألوف في هذه الواقعة ان سقوط الشجرة كان متعمداً
وانها قطعت بمنشاراً يعمل بالبنزين، ويقف وراء عملية القطع هذه 6 شبان
لاذوا بعد سقوطها بالفرار من مكان الحادث.

عملية قطع الأشجار المتعمد ظاهرة ليست بجديدة

تقول الشرطة الدنماركية، انها كانت دائماً ماتتلقى خلال اسنوات الماضية
بلاغات عن عملية قطع لإشجار على الطرق الخارجية
لكن اغلب هذه الأشجار المقطوعة لم تكن تشكل تهديداً على سلامة المواطنيين
الى ان جاءت لحظة مقتل المدرس الخمسيني المسكين هذا
فهنا كانت نقطة التحول، التي جعلت الشرطة تتخذ الامور بجدية كبيرة.
والقت الشرطة القبض على الشبان الـ 6 ووجهت لهم تهمة القتل غير العمد
وتعريض حياة الأخرين للخطر..
وهنا نتكلم عن جريمة تصل عقوبتها الى الـ 8 سنوات خلف القضبان.
ولم يحكم عليهم لغاية الآن، ويتوقع صدور الحكم بحقهم بعد اسابيع قليلة.

الظاهرة تتكرر في شمال يولاند

نسيت ان اخبرك يا اخي العزيز والفاضل والغالي
ان جريمة قطع الشجرة التي اودت بحياة الخمسيني
وقعت قرب مدينة صغيرة اسمها Sorø تقع في وسط جزيرة شيلاند.
لكن، تم نشر خبراً يوم أمس يقول ان هناك عملية قطع لإشجار متعمد
وقع في مدينة البورغ، وعملية التقطيع هذه كانت تتعمد سقوط الأشجار
على احد الطرق الخارجية.
ولو ندخل في علم اللغة ومصطلحاتها
فاننا هنا سنستخدم مصطلح يعرف باللغة الدنماركية بالـ Copycat
وهذا المصطلح معناه وبكل بساطة، تقليد الحدث الذي اشتهر اعلامياً.
ولايهم ما اذا كان هذا الحدث سلبياً ام إيجابياً
واقعة يوم امس تختلف عن تلك الواقعة التي حدثت قبل اسابيع
فهي اولاً ولله الحمد لم ينتج عنها اي ضحايا
صحيح ان عدداً من السيارات قد اصطدمت بالشجرة
لكن معظم السائقون خرجوا من الحادث بسلامة
واقتصر الموضوع عن اضرار اصابت عدداً من السيارات المارة على الطريق.
اما ثانياً، فان الشرطة لغاية الآن لم تستطع الوصول الى من قام بقطع الاشجار.
وذكر عدداً ممن سمعت لشهاداتهم الشرطة
انهم سمعوا صوت منشاراً، وشاهدوا 4 شبان يغادروا بسيارة من نوع سكودا.

لماذا يقدم الشباب على تكرار هذا الفعل الإجرامي؟

ممكن هذا هو السؤال المهم والأهم، الذي يجب ان يطرح هنا
وقبل ان نجيب، اود ان ابين ان الحادثة الاولى اقدم على فعلها شبان دنماركيون
اعمارهم بين الـ 19 والـ21 عام واغلبهم من سكان المنطقة.
وانا عن نفسي اكاد ان اجزم وبشكل تام
انا من اقدم على الواقعة الثانية هم من اصول دنماركية كذلك
وليسوا بمهاجرين من الجيل الثالث او الرابع.
طيب مالذي يدفع شاب دنماركي متوفرة له كل وسائل الترفيه والمتعة
على ان يقدم على مثل هذا الفعل الشاذ؟!
الجواب هو وبشكل مختصر كما ذكره اهل الإختصاص
يعود الى فقدان الشغف ومحاولة كسر نمط الروتين اليومي الممل
والسعي الى افراز هرمون الأدريناين الذي يفرزه الجسم
عند الشعور بالإثارة والمغامرة، مما يعطيه دافعاً للشعور
بالقوة والإندفاع.
الشاب لايقدر عواقب الأمور عندما يكون منتني الى مجموعة افراد
تحفز بعضها البعض لمحاولة تجربة كل ماهو خطر وغير مألوف.
وكما ذكر احد اهل الإختصاص ان عقل المراهق والشاب
الذي يكون بين الـ12 والـ 23 يكون غير مكتمل النضج
لذلك لايقدر عواقب افعاله، بل وانه لايندم عليها ابداً
وان ندم، فانه قد يكون قد تجاوز الخمسين من العمر
ويقول حينها ياريت اللي جرى ماكان..


‎مؤخرة الموقع

error: Content is protected !!