يوميات شوارعية من الدنمارك..
الساعة الثالثة ظهراً بتوقيت مدينتنا الفاضلة
كان لي موعد ليس بغرامي ومن طرف واحد مع البنك، طـيب؟
= طيب..وماذا بعد؟
– لاتستعجل ودعني اكمل لو سمحت، ولا تقاطعني لطفاً.
= تفضل.
– زاد فضلك.
المهم ياطويل العمر
البنك مغلق واوقات عمله متغيرة حيث اصبحت الآن من الـعاشرة للواحدة بعد الظهر
لذلك فشل الموعد.
وانا في طريقي لسيارتي في الموقف
سمعت احداً ينادي من الخلف بكلمات إنكليزية:
-?My friend can you help me
-Sure
طلب الشاب الأنيق الموشوم الذراعيين ان اصف له طريق الوصول الى الطريق السريع E45
لانه على عجلة من امره ويريد الوصول الى كوبنهاجن لان لم يتبقى على طائرته سوى سويعات.
وصفت له الطريق بلغة انكليزية فخمة وبنت اصول.
شكرني، وقلت له ان طريق منزلي على مسار الطريق السريع
لذلك يمكنه ان يسير خلفي بسيارته التويوتا الحديثة جداً.
قبل ان اركب سيارتي، ناداني وهو جالس في سيارته وطلب ان اعرفه بإسمي
وقال لي انت شخص طيب وشهم وتحب الخير
لذلك وتعويضاً لهذا الموقف البطولي
قرر ان يهديني هدية واخرج 7 ساعات يد بالعدد، رجالية ونسائية بماركات عالمية.
قال هن من نصيبك،
فهو وحسب كلامه، يعمل كمندوب مبيعات لمتجر كبير في ايطاليا
واخرج كارت او بطاقة مصممة بطريقة انيقة.
اعطاني ساعة بيدي لإتفحصها واضاف وقال ركز على السعر فهو على كل حال لايسطيع اخراجها من الدنمارك لان ضريبتها وجمركها سيكون مرتفع.
اعطاني جميع اكياس الساعات لإمسكها بيدي وقال انه يعني مايقول
ولا داع لنظرة الإستغراب التي بدت على وجهي فهو ليس بمجنون.
لكن وقبل ان اذهب يريد مني ان اعطيه سعر ساعة واحدة(3 الاف يوريو) من السبع ساعات لانه بحاجة الى المال
والسيارة التي يقودها مستأجرة وعليه غرامات تاخير ومن هذه القصيدة المعلقة والمستهلكة. .
لاطاقة لي لنذالتك وحقارتك
رميت الساعات جميعها على المقعد مصحوبة بإبتسامة شبه خبيثة
واستمتع عزيزي العزيز بخطبتي العصماء:
اسمع، انت غريب وانا اردت مساعدتك بحسن نية ولم انتظر منك مقابل..هذا اولاً
اما ثانياً
فدعني اقول لك ان عملك رخيص ومبتذل وانت بالمختصر حرامـي(لم يسعفني قاموسي الإنكليزي بكلمة نصاب).
وهذا السيناريو التافه لاتعيده بساعاتك الرخيصة هذه.
وبعد ان تسير من هنا ساسجل رقمك واتصل على الشرطة لاننا للاسف هنا في الدنمارك نتعامل مع امثالك بالإتصال بالشرطة وليس بطريقة ثانية اكثر فعالية.
– لماذا يـاصديقي لم اطلب وحاول الإستفاضة
قاطعته وقلت له بلا اطالة كلام.
رقم سيارتك معي وسأقدم بلاغاً..
هز برأسه وغادر بسيارته على عجل.
اتصلت وقدمت بلاغاً بجميع التفاصيل.. .
.
على الهامش:
_____________
-سيارته كانت تويوتا تحمل رقم DA 31 093 مستأجرة من شركة hertz .
-اكثر مايزعجني هم اولئك الأنذال القاطعين لسبيل المعروف، نتعامل مع كل الناس بكل طيبة وعفوية ونحاول ان نساعد بقدر مانستطيع. لكن مثل هؤلاء الشراذم يعمون على غيرهم ممن يحتاجون المساعدة الحقيقية.
-ماذا لو انغر احدهم بالساعات الـ 7 ودفع مبلغاً كبيرً ظناً منه انها صفقة ناجحة؟! ولو سألتني سأقول، اكثر مايزعج ليس المبلغ المفقود لكن حالة تأنيب الضمير التي سيعايشها المرء واهتزاز ثقته بنفسه بعد ان نصب عليه برضاته.
– لايغرك الكلام المعسول والأناقة ومحاولات الإستلطاف المصطنع، فمن يقف امامك ليس سوى نصاب نذل، يختلس اموال الناس علانية اعطه على قفاه مثلما يقول المصريين ولاتضيع وقتك معه.