يوم أمس الأحد وبحكم الوعكة الصحية التي نتجت عن الجرعة الثانية والمزعجة جداً جداً من اللقاح
قضيت كل الوقت في المنزل امام شاشة التلفاز متنقلاً بين المحطات الإخبارية، لمتابعة الحدث المهم
الا وهو سيطرة حركة طالبان على كابل وكل أفغانستان بسويعات.
ولإن العزيزة الدنمارك جزء من هذه الحرب، لذلك كانت اغلب متابعاتي لما تبثه المحطات الدنماركية.
غاسموس تنتهولدت هو تقريباً اقرب مراسل لي من ناحية المهنية والقبول وبراعته بنقل الحدث بادق تفاصيله
التقى يوم أمس بعدد من الجنود الدنماركيين ممن خدموا في بلاد الأفغان وتحديداً في ولاية هلمند.
تلك الولاية التي شهدت مواجهات عنيفة بين طالبان والقوات الدنماركية، والتي نتج عنها سقوط 43 شاب
دنماركي قتيلاً على يد الحركة.
جميع من التقاهم غاسموس كانوا بحالة كبيرة من الإحباط بعد إنسحاب القوات الدولية
وسيطرة الحركة على الحكم بشكل سلس وسريع وغير متوقع.
كاسبر ستيفاني ضابط في الجيش الدنماركي
خدم في أفغانستان وفي هلمند تحديداً عام 2012.
كانت وظيفته تدريب القوات الأفغانية ويقوم بدوريات تأمين القواعد الدنماركية.
وصف حالته يوم أمس بثلاث كلمات، حزين وغاضب ومحبط.
واضاف ستيفاتي ان مشاعره الان جميعها مع الأفغان الذين تركوا لمصيرهم.
وان من قتل من الجنود الدنماركيين هناك، لم تذهب حياتهم سدآً، لانهم ضحوا من اجل
حياة افضل للأفغان، لكن في بعض الاحيان لاينجح الامر، حسب وصفه.
اما لاي سورنسن، والذي ارسل الى افغانستان عامي 2009 و2013
يرى ان وجوده في افغانستان عمل فارق حينها
وان تواجدهم في افغانستان في ذلك الوقت وتضحيتهم تستحق وذات قيمة.
لكنه وفي داخله اليوم يشعر انهم قاتلوا عبثاً وبلا هدف، فكل شيء انهار بوقت قياسي.
وجميع تضحيات زملائه الجنود ممن قتلوا او اصيبوا اصابات بالغة في الحرب كانت بلا معنى.
منظمة المقاتلون القدامى الدنماركية وعلى لسان المتحدث الرسمي لها، ذكر انه امر لايصدق ان كل مانجزناه
خلال الـ 20 سنة الماضية كان بلا نتيجة..!
اما من الجانب السياسي فقد صرح رئيس جزب الـVenstre ياكوب المن يانسن
بإنه يتفهم حالة الإحباط بين الجنود وأقربائهم، لكنه ذكر ان جهود الدنمارك لم تذهب بلا معنى
لان الجنود الدنماركيين احجموا طالبان لـ 20 سنة واستطعنا ان نخرج جيلاً متعلماً من الرجال والنساء
صحيح اننا لانستطيع رؤية نتائج مافعلناه الان، لكن يكفي اننا اوقدناً نوراً في وسط الظلام..
ومع انسحاب القوات الدولية وانتهاء الحرب
فإن الدنمارك انهت 20 عاماً من تواجد قواتها في بلاد الأفغان..