حياكم الله
بينما كان جنابي وجنابك الفاضل نغط بنوم عميق قبل فجر اليوم
وبينما كان اطفالي يحيون حفلة انثى السنجاب
كانت على الضفة المقابلة من المحيط
تجري إنتخابات لتحديد مرشحي الرئاسة في أمريكا.
وعند غلق مراكز الاقتراع، تحدد اسمين بارزين لسباق الوصول الى البيت الأبيض
بعد تخطيهما جميع المنافسين
الا وهما، المثير للجدل، ترامب، والرئيس الحالي بايدن.
ومنذ فجر اليوم وصلتني اكثر من 10 اشعارات، تنبهني عن هذا الخبر
نصفها من القناة الثانية والنصف الاخر من التلفزيون الدنماركي.
هذه الإشعارات تدل على مدى الاهتمام الكبير بهذا الحدث الذي يعد مهم جداً
ليس لي طبعاً
فبالنسبة لي الگاگا شقيقة الپي پي (وانتم بكرامة) كما نقول بالعراقي
لكن بالنسبة للدنمارك بشكل خاص واوربا بشكل عام.
الإنتخابات الأمريكية أواخر هذه السنة
مثلما وضحت في البداية فبايدن وترامب هم من سيتسابقا
على اللقب الرئاسي الذي ستجري إنتخاباته نهاية هذه السنة
وتحديداً شهر نوفمبر.
اذا سألنا رئيسة وزراء الدنمارك الباسقة ميتا اثناء إعدادها
لوجبة العشاء مساء هذا اليوم في مطبخها المتواضع
– من تفضلين يا باسقة لمنصب الرئاسة في أمريكا؟
– طبعاً بايدن، مش محتاجة تفكير اصلاً.
ونفس جواب ميتا سيجيب عليه معظم الساسة الدنماركيون
وليس هذا فقط، فستجد على ملامحهم لمحة بسيطة من الخوف
من تسلم ترامب الحكم.
لان ترامب كان وضحاً وصريحاً عدة مرات
وكان اخرها تصريحه المثير الذي اقلق الجميع
والذي هدد فيه بالإنسحاب من الناتو
وانا على دول الناتو العمل بنفسها لمواجهة التهديد الروسي
وان امريكا لن تدافع عن احد في اي عدوان مستقبلي
في اشارة منه لجميع دول حلف الناتو.
وهذه واحدة من اهم الأسباب التي تجعل الإنتخابات الأمريكية هذه المرة
مختلفة عن غيرها، فهي ستحدد مصير التعاون الأمني بين اعضاء الحلف.
روسيا تنتظر..وانا اشتريت راديو يدوي
تلاحظ في الأسابيع الأخيرة من خلال تصريحات خبراء السياسة الدنماركيون
دائماً يقولون انهم لا يستبعدون المواجهة العسكرية الصريحة
بين دول الناتو وروسيا.
وحتى الباسقة ميتا، كررت اكثر من مرة بان روسيا تسعى للمواجهة العسكرية
وان طموحات بوتين لن تقف عن اوكرانيا، بل سيسعى لان يكون هو سيد القارة.
حتى المهتمين بالشأن الروسي من الخبراء الدنماركيين
يذكرون ان بوتين سيعمل على شق الصف الاوربي قبل المواجهة العسكرية المتوقعة
وان تصريحاته لم تكن صادقة تماماً
عندما فضل بايدن على ترامب كرئيس لأمريكا بل سيكون يوم سعد كبير لبوتين
لو تسلم ترامب منصب الرئاسة، لان هذه ستكون بدايات زعزعة قوة الناتو
والتي ستفكر دوله 7 الاف مرة قبل مواجهة روسيا عسكرياً بدون أمريكا.
انا عن نفسي لا استبعد اي شيء
ولا اعرف ما اذا ستكون هناك مواجهة عسكرية بين الناتو وروسيا ام لا
لكنني على كل حال اتخذت إحتياطاتي المتواضعة
واولها كان شراء راديو يدوي يعمل بالبطاريات يستقبل موجات عالية التردد
ممكن سأحتاجه لو قطعت الحرب كل وسائل التواصل
ها وللإمانة الصحفية افكر بشراء 100 علبة تونة
تكفيني وتكفي رفيقات دربي الثلاث لمدة إسبوع على الأقل
قبل الهجرة العكسية لإحدى بلدان الشرق الأوسط.
