
وصلتني رسالة قبل أكثر من إسبوع بقليل، تبلغني عن دعوة لحجز موعد للقاح.
الإجراء يكون عن طريق الدخول الى موقع محدد، ومن ثم تحديد الزمان والمكان المناسب لتلقي أولى جرعات اللقاح.
هنا تماهلت ولا اعرف السبب صراحة عن حجز الموعد
– هل بسبب تصديقي للشائعات عن الأضرار الجانبية الخيالية للقاح؟!
-ممكن.
– هل لإن اللقاح قادم من رومانيا؟
-وارد جداً
وممكن كذلك بسبب الإيمان بإن الفايروس بدأ يفقد شراسته
وكل الذين اعرفهم تعافوا من الفايروس بلا أي تدخل علاجي.
مع ورود وإزدياد الأخبار عن إرتفاع معدلات الإصابة بالفايروس وبنسخة دلتا المحورة في مدينتنا الفاضلة
ورغبتي الملحة للسفر في اي بقعة من بقاع الكوكب او الكواكب المجاورة..
قررت ان اتلقى اللقاح.. مجبراً وليس بطلاً.
الإجراءات والتفاصيل
دخلت على الموقع المعني وأدخلت بيانات الدخول كما طلب مني.
الملفت ان اللقاح الذي سأتلقاه ليس فايزر مثلما ظننت، لكن موديرنا.
ممتاز، هذا يعني ان لادخل لي ولاصلة باللقاح القادم من رومانيا.
حُدد الوقت لي يوم أمس السبت الـ 17 من شهرنا الجاري
وموعد الجرعة القادمة ستكون بعد مايقارب شهر من الآن.

مكان اللقاح كان قريب جداً عن محل سكن كاتب هذه الكلمات، حيث انها لاتتجاوز الكوليميترات القليلة
لذلك قررت ان استقل دراجتي الهوائية
تلك التي أنوي ان ترافقني في سفرتي القادمة للوجهة المجهولة لغاية الآن.
طابور الإنتظار لم يكن طويلاً
لكن ما ان وصلت، حتى حلت بركتي على المكان وبدأت الأعداد تتزايد بشكل ملحوظ.
الطابور كان يسير بوتيرة مريحة ولايشبه ابداً طوابير تلك البلدان العزيزة التي ننحدر منها.

بعد تجاوزك للمدخل وانت ضمن الطابور، ستقابلك طاولة جمعت فيها الحداثة والتقليدية.
الحداثة تتمثل بتلك الأكواد التي يتوجب عليك مسحها بهاتفك الذكي
والتقليدية كانت بمجموعة رزم الأوراق والمدون عليها باللغة الدنماركية..
الخيار لك في ان تختار احدهما قبل الوصول الى غرفة التطعيم.
طبعاً، رغم حبي وعشقي للورق والكتابة، الا اني فضلت ان اختار الخيار الحديث.

ما موجود في الاوراق والذي سيظهر لك على الهاتف كذلك
ماهي الا مجموعة من الأسئلة الروتينية
التي لايتوجب عليك الإجابة عليها، لكن عليك تبليغ المسؤول عن اعطاءك التطعيم
عن اي ملاحظات تجدها مهمة ضمن الأسئلة.
قد تكون تحمل أعراض كورونا مثلاً
او تشكو من اي مرض له تبعات من اللقاح
او حساسية معينة..الخ.
وصلت الى جهاز تسجيل الحضور وسجلت حضوري المبارك بالبطاقة الصفراء
واستلمت ايصال الإنتظار.
كانت هناك صالة كبيرة نوعاً ما ومقسمة بفواصل الى عدة غرف صغيرة
امام كل غرفة من هذه الغرف، كرسي للإنتظار..
طلبت من الممرضة الصارمة ذات الصوت الجهوري التوجه لغرفة 11.
بعد دقائق قليلة من جلوسي على الكرسي..طلب مني رجل ستيني طيب ومبتسم ابتسامة لطيفة، الدخول.
قرأ إسمي بصعوبة، لإن مابين عمر والمختار مجموعة أسماء صعبة النطق.
ابلغته اني لم اتمكن من قراءة جميع الأسئلة، لان هاتفي رن وذهبت التفاصيل.
اعاد وبكل ود جميع الأسئلة.
دعوت الله ان يكتب لي الخير والشفاء واللقاح..سحب الطيب الأبرة من أعلى ذراعي الأيسر
وقال لي هذا كل شيء..
سألته عما يمكن ان امارس حياتي بشكل طبيعي
او ان هناك ملاحظات يجب ان اضعها في الإعتبار؟
اذا شعرت بالخمول فحاول ان تريح جسدك وان تكثر من السوائل
وممكن بعض الحبوب المسكنة..رد علي.
شكرته وطلب مني الإنتظار في قاعة الإنتظار لمدة ربع ساعة
قبل ان اغادر مركز التطعيم.

قاعة الإنتظار كانت تحتوي على عدة كراسي متفرقة يجلس عليها بعض من اخوتي ودفعتي في اللقاح
وللتخفيف من حدة وملل الإنتظار، كان هناك صوتاً لإغاني مبهجة تصدر من عدد من السماعات التي نصبت في القاعة.
وفي نفس الوقت كانت هناك موظفة شابة ترتدي زي رسمي اشبه بزي بالممرضة
تقدم العون والمساعدة لم يطلبها، وتطلب من رفقاء التلقيح عدم التصوير..
ربع ساعة بالتمام والكمال وغادر جنابي الكريم قاعة الإنتظار..
لم اشعر ولله الحمد ولغاية الآن باي أعراض سوى ذلك الألم المزعج في مكان وخز ابرة اللقاح…
.
تغظية بالصوت والصورة ليوم اللقاح ومارافقه
سأنشرها ان شاء الله على قناتي على اليوتيوب.
.
وبس.