يوميات وحكايات من الدنمارك

kobshaii

حياكم الله
وانا استعد لشرب ذلك كوب الشاي الصباحي واكتب هذه الكلمات فجراً
تكون انت لاتزال غارقاً في احلامك الوردية
وهذه الكلمات ستقرأها عندما اكون انا، ان شاء الله، على اسفلت الطريق السريع
متوجهاً الى ذلك الالتزام الصباحي الذي احبه جداً جداً..والله يسامحني على كذبتي البيضاء هذه.
المهم يالحبيب ورفيق المهجر هذه بعض الحكايا التي اود ان اشاركك فيها
عل وعسى يكتب لشراكتنا هذه النجاح و الموفقية والأرباح السخية
التي تخلصنا من هذه الوجوه البومية التي نقابلها عند كل صباحية.

بذخ مبالغ فيه

قبل يومين، التقيت في مدينتنا بصديق في احد المقاهي الكئيبة والمريبة
تكلمنا وتبادلنا اطراف احاديث كثيرة..منها ان ريال مدريد الفريق الاول في العالم
وكذلك تطرقنا الى ذكريات تلك الأيام الخوالي..ولا اعرف لماذا اسمها خوالي وليس عمامي!!

المهم يالحبيب، اوصلنا الكلام الى عرسه الذي اقامه قبل كم سنة
والذي للأسف لم احضره بسبب ظروف قاهرة حصلت لي في مدينة القاهرة.
من بين ماذكر ان حفلة زواجه وما رافقها، عدا سفرته الى تلك الجزيرة الاسيوية لقضاء الهني موون
كلفته الكثير والكثير جداً..وهنا انا انت تريد تعرف كم هو هذا الكثير
ولن ابخل عليك طبعاً بحكم عشرتنا..فالتكاليف ياسيدي الكريم وصلت حينها
بين الـ ١٨٠ الف الى ٢٢٠ الف كرون..
يعني ٢٥ الى ٣٠ الف دولار بتسعيرة اليوم..
ها ونحن نتكلم قبل بضعة سنوات، يعني قبل التضخم ومشكلة العيال بوتن وزيلنسكي
ولو حسبناها بارقام اليوم، فممكن نتكلم في ٣٠٠ الف الى ٣٥٠ الف كرون..اه والله زمبؤلكو كدة

الحبيب والصديق الذي وبكل اسف انفصل وطلق شريكته بعد زواجه بفترة قصيرة
ذكر انه ندم لانه صرف هذه المصاريف، ليس لانه انفصل
لكن كان ممكن ان يستغل هذه المصاريف في اماكن ثانية وان ماقام به، بذخ مبالغ فيه
وانه بقي بعد زواجه مديون لفترة ليست بالقصيرة..
هنا احترمت صراحته، لانه لم يستعمل الية حيل الدفاع النفسي
ولم يبرر، ولم يجادل ويدافع وتكلم بكل صراحة
طبعاً يكون صريح لانه صديق وحبيب للأستاذ الكبير عمر المختار دام ظله.

وبالمناسبة لازالت هناك حفلات زواج تقام في مدينتنا
قد تصل تكاليفها الى هذه الارقام واكثر بكثير


قد تقول انها فرحة عمر وهي لاتعاد مرتين في العمر
فلماذا التقصير وتقليل التكاليف؟!!
كلامك شبه صحيح بانها فرحة عمر ولاتعاد
لكن يمكن ان تكون فرحة عمر كذلك بتكاليف معقولة
والفرحة، فرحت قلوب وليس جيوب..


الإكتناز القهري الذي انتقده ولا اعالجه

بما اننا تطرقنا الى مدينة القاهرة في الموضوع السابق
فلنواصل حديثنا عنها هاهنا..
من المعروف انني من عشاق تلك المدينة بشكل جنوني
طبعاً ليس لزحمتها وضوضاءها وقساوتها
لكن لان لي فيها ذكريات كثيرررة جداً..واحبة احتضنتهم تربتها
ولي دائمًا حنين لها لا يشيخ، ونداء زيارة لايسكت.


المهم يالحبيب
دائماً احاول ان يكون حجزي ووصولي للقاهرة في ساعات النهار
اولاً لاني احب ان اقضي اكثر ساعات فيها، وثانياً ان اشاهد اهرامها ونيلها من فوق السحاب.
وهناك نقطة ثالثة افصح عنها لأول مرة، الا وهي
احب ان اراقب ما على اسطح بناياتها من مخزونات وكراكيب
عند اقتراب الطيارة من الهبوط، خاصة لو هبطنا في مطار المدينة القديم
اه والله زيمبؤلك كدة..
فما موجود على اسطح بناياتها من خردة واشياء ثانية لاتخطر على بالك
وان اسطح بنايات القاهرة هي مدن مستقلة بذاتها
بقايا سيارات على دراجات هوائية متصدئة..ابواب قديمة
غرف نوم ذهبية من عصر الخديوي والكثير الذي لاتسعفني الذاكرة بذكره.


لاني من محبين مصر والمصريين كثيراً
فاذكر انني بحثت عن سبب هذا الإكتناز القهري للأشياء
الذي يمتلكه المصرييين..فحينها كنت اقول مع نفسي
بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها الأحبة المصريين
لكن توصلت الى ابعد من ذلك..
ففكرة الأكتناز عند المصري، موروثة، اه والله زيمبؤلك كدة
فإذا عدت بالتاريخ الى عصر الفراعنة
ستجد ان الملك الفرعوني بعد تحنيطه ودفته يحتفظ بكل اشياءه وتدفن معه
يعني لايتم التخلص من اي شيء..

لي غرفة او بالاصح مخزن مستأجره بمعزل عن محل سكني
ويبعد عني بضع مئات من الأمتار..
كنت فيه الإسبوع الماضي، في محاولة مني لترتيبه وتوضيبه
والتخلص من بعض مافيه من كراكيب واشياء وملابس لا احتاجها.
المفاجأة والصدمة لي كانت
ان هناك اشياء لا اعرف لماذا وكيف احتفظت بها
قناني عطور فارغة بالعشرات، صحن ستلايت خارجي
عجلات سيارتي المازدا التي عملت فيها حادث عام ٢٠١٠
موديلات ملابس عجيبة ما انزل الله بها من سلطان
والكثير الكثير..


قررت التخلص منها باللحظة والتو
لكنني ترددت وغيرت رآي بعد دقائق واقتنعت بالإحتفاظ بها..
فمن يدري..ربما احتاجها في وقت ما
او ربما كذلك احمل جينات ملك فرعوني اصبت بها
عند دخولي لداخل هرم خوفو الكبير..


ولكوب الشاي وحكاياه بقية

‎مؤخرة الموقع

‎القائمة الجانبية المتحركة

About Me

About Me

مدونة خاصة انقل فيها تجاربي ووجهات نظري الشخصية وفيها عن الدنمارك وأحوال مجتمعها الصغير.. . المزيد من الحكايا اليومية تجدها على حساباتي على مواقع التواصل الإجتماعي لذلك لاتفوت المتابعة يالطيب.

error: Content is protected !!