صديقي أحمد، دعاني على وليمة في مسكنه الجديد الذي يقع في أحد مدن الدنمارك الصغيرة جداً.
وقبل وصولي الى منزله بثوان وفي إتصال هاتفي، ابلغني انه ينتظرني عند السوبر ماركت الفلاني القريب على مسكنه
لانه يحتاج سد بعض النواقص التي تحتاجها هذه العزيمة.
دخلنا سوياً الى الأسواق الشبه خاليه
كان هناك ملصقاً دعائياً كبيراً ومغرياً يبلغ تلك النفس الأمارة بالسوء
عن جائزة مليونية كبيرة تتجاوز الـ 220 مليون كرون، والجائزة هذه هي قيمة الـلـوتـو.
بادرت احمد بسؤال سريع من تلك الأسئلة الخيالية التي تدور في مخيلتي الفذة
– ماذا سيكون قرارك الأول لو ربحت هذا المبلغ؟
-اطلق زوجتي وابعثها عند اهلها.
– ههههههههه لا صدقاً، ماهو قرارك الأول؟
-اطلقها واعطيها ربع المبلغ واعيش حياتي كملك.
احمد الطيب ومن وجهة نظري الإحترافية ومن منطلق انصر اخاك
كان عفوياً وصادقاً بنفس الوقت بقراره، فهو وبكل إختصار يريد التحرر من كل إلتزام
حتى من تلك التي تسمى شريكة حياته
فهو يعلم انه سيظلمها بنزواته وملذاته لذلك قرر إنصافها من الشوط الاول…
هذا ان ربح هذا المبلغ أساساً.
الحقيبة اليتيمة..حلم الطفولة المؤجل
منذ الصغر وحلم ايجاد حقيبة مليئة بالنقود، يراودني ومسيطر على المخيلة التي تعاني من تأخر بالنضوج كما يبدو
والحلم هذا ومن وجهة نظرها، تحقيقه يبقى مسألة وقت.
ويبدوا ان فلم (بخيت وعديلة) قد ترك اثره على ذلك الطفل الصغير
صحيح اني احمل بعض من تلك الجينات الصوفية التي تحثني على الزهد والإكتفاء بالقليل
لكن لامانع من الحلم..
واذا سألتني عن اول القرارات التي سأتخذها ان فتح الله ابواب رزقه على عبده المختار عمر
فسأجيبك ان الحلم هو شراء مبنى كبير بـ 700 غرفة
اجمع فيه كل أحبتي الذي ابعدتني المسافات عنهم وأوفر لهم عملاً في محطتي الفضائية
ونعيش مابقى لنا من العمر سوياً.
الدنماركي الذي اصبح بليلة وضحاها مليونير
اليوم وبعد زيارة سريعة للسوبر ماركت
توقفت في الخروج بالقرب من بائع السمك المتجول
أسترقت السمع عن حديثه ذلك الذي كان مع صاحبه
فكلامهم كان عن أحد الدنماركيين الذين ربحوا جائزة كبيرة جداً
فضولي الفاضل اجبرني على الضغط على أزرار البحث على جوجل كي افهم التفاصيل.
العنوان كان واضحاً وصريحاً وبسيطاً وملخصه ان مواطن دنماركي محظوظ من مدينة Roskilde
ربح 310 مليون كرون ونيف يوم أمس الجمعة.
وهذه هي ثان اكبر جائزة يتم ربحها بتاريخ الدنمارك بعد تلك التي ربحتها سيدة قبل سنوات قريبة
والتي كانت قيمتها 315 مليون.
.
هنا في الدنمارك موضوع الفوز باللوتو فيه عدد من الشروط
وحسب علمي ومعلوماتي الغير محدثة
فان المبلغ لايعطى بشكل كامل في ساعتها وحينها
بل يعطى جزء بسيط منه، ويخصص لك مرشد ومختص يساعدك في تقبل صدمة الثراء المفاجئ
فالكثير لايتحمل الصدمة وممكن انه يغادر الحياة من هول الفرحة
وكي يحرصوا كذلك على عدم تخبط الفائز ببعض القرارات المتهورة
والتي يمكن معالجتها ومن وجهة نظره بنقوده المليونية التي افتتن بها للتو.
لاانصح ولا اشجع ابداً على لعب اللوتو
لكن لامانع من ابداء الرأي والنصيحة وجس النبض وحفظ الحقوق
لذلك اطلب منك ياسيدتي الكريمة ان تسألي شريك العمر
عن توجهاته في حال ما اصابه الغنى المفاجئ والسريع
واولى قرارته التي سيتخذها
من يدري فربما لديه النية بإطلاق صافرة نهاية المباراة
في ساعتها وحينها كصديقي أحمد الصريح
او ممكن لديه أقوال أخرى..
ولاضرر من السؤال.