
لو توقفت امام اي اسواق يملكها مهاجرون هنا في الدنمارك لمدة نصف ساعة
ستلاحظ ان اغلب زبائن هذه الأسواق هم من المهاجرين، ونادراً جداً
ماتجد ان هناك زبوناً دنماركياً يدخل للتبضع.
قد تقول ممكن ان البضاعة التي نستهلكها نحن كمهاجرين
لايستهلكها ابن البلد الأشقر..
وهذا ممكن صحيح نوعاً ما..! لكن هناك اسباباً أخرى.
حملة من مصلحة الضرائب ودائرة الأغدية
وانا اتابع صباح اليوم مافاتني من اخبار مهمة خلال الساعات الماضية
صادفت خبراً، عن نفسي اجده مهماً جداً، والخبر مفاده
انه كان هناك حملة تفتيش صحية وضريبية واسعة وبلا سابق انذار
شملت 16 بازاراً في كوبنهاجن، قام بها 56 موظفاً من الجهات المعنية المختلفة.
والبازار هو الإسم الشائع هنا في الدنمارك للأسواق الشرقية المتوسطة والكبيرة.
المهم يالحبيب، 15 بازاراً من اصل الـ 16 كان عليها مخالفات وملاحظات.
يعني مثلاً ثلث موظفي هذه البازارات كانوا يتلقوا المعونات الإجتماعية
وفي نفس الوقت يعملون، دون علم او ابلاغ السلطات
حتى ان اثنين من الموظفين لاذوا بالفرار بعد ان لاحظوا
وصول السلطات للتفتيش.
اضافة الى ذلك تم تسجيل مشاكل تتعلق بدفع الضرائب لهذه الاسواق
واجور الموظفين وان الكثير من هذه الاسواق قامت بشراء بضائع
من خارج الدنمارك دون تسجيلها ضريبياً ودفع رسومها الجمركية
حتى انه تم مصادرة 3 الاف مشروب غير موسوم برسم الرهن
الذي تفرضه السلطات الدنماركية على المشروبات الغازية والعصائر.
ناهيك عن الالاف المؤلفة من الادوية التي لاتحتاج وصفة
تباع بشكل غير قانوني.
وزير الضرائب يعلق
هذه الحملة الكبيرة التي نقلتها القناة الإخبارية الثانية عبر احد نشراتها يوم أمس
كان لها تعليق مخصوص من وزير الضرائب.
والذي هو في العادة لاتعلق وزارته عن مثل هذه الأخبار
مالم يكن الحدث كبيراً..ويستغل من اجل الظفر ببعض النقاط الإنتخابية
حيث من بين ماذكر وزير الضرائب المنتمي للحزب الإشتراكي الديمقراطي
ان هناك مشكلة اندماج حقيقية، وان المرء لازال يعتقد انه يمكنه الغش والاحتيال كما شاء
واضاف ان علينا مواصلة العمل من اجل القضاء على مثل هذه الظاهرة
ومحاربة كل اشكال الاحتيال والغش في هذه الشركات(الأسواق)
يعني يريد ان يقول ان معظم هذه الأسواق، عليها ملاحظات
علينا تشديد المتابعة والرقابة عليها.
لهذه الأسباب يتجنبها الدنماركيون
اظن ان الصورة توضحت، وصار معروفاً للقاصي والداني
سبب تجنب المتبضع الدنماركي دخول هذه الأسواق
بضاعة غير مرخصة، عمالة غير مسجلة، مبيعات لاتسجل ضريبياً.
وممكن نضيف عليها عند البعض وليس الجميع
بضاعة منتهية الصلاحية، عدم الإلتزام بالشروط الصحية
وهيصة وزيطة وتلوث بصري مزعج للعين والنفسية..
اتمنى ان تكون هذه الحملة، درساً للتوعية ومراجعة الحسابات
وتحسين الشروط الصحية لهذه البازارات
والإلترام بجميع القوانين التي تفرضها السلطات الضريبية والصحية.
ونختمها بالسلام.