
تابعت تغطية المحطات الرئيسية الدنماركية للجمعة السوداء التي كانت يوم أمس الجمعة
وبالاصح وبعد التحديثات الأخيرة، فقد تمدد يوم التسوق هذا الى اسبوع وشهر
وممكن ان اسمه الصحيح هو اسبوع التسوق الأسود في الدنمارك.
وبحكم شخصيتي الفضولية بشكل ايجابي
المحبة لدراسة احوال المجتمع وناسه
فكانت لي كذلك تجوالات سريعة على بعض المتاجر في مدينتنا الفاضلة اورهوس
لمتابعة حركة المتبضعين، واهم العروض التي ممكن ان يحصل عليها المستهلك
في عيد الرأسماليين هذا.
المهم ياصديقي، ماشاهدته في هذا اليوم
طوابير طويلة من المتبضعين
حركة مزدحمة في الكثير من المتاجر
والكهربائية منها على وجه الخصوص.
الكثير من الملابس المبعثرة في المتاجر الكبرى كالمكازين والسيلنك.
الذي قراته اليوم، فان ارقام المبيعات تجاوزت العام الماضي
وبحسب خدمة الموبايل بي، فان المبيعات وصلت الى 950 مليون كرون
لـ 103 مليون عملية شراء تمت عن طريق الإنترنت فقط خلال يوم الجمعة.
وهذه الأرقام بالتاكيد لاتشمل البيع المباشر في المتاجر ولا المحلات.
يعني وبلغة مختصرة اخرى، فان نسبة الزيادة هي 5٪ عن العام الماضي.
وقد تصل المبيعات خلال عطلة نهاية الإسبوع الى 3 مليارات كرون..تـــخيل!!!
ولو حسبنا نسبة المبيعات لكل متجر
فان حصة الاسد ستكون لمتجر الـBabySam المختص ببيع ملابس ومستلزمات الأطفال
النصيب الأكبر
حيث تجاوزت مبيعاته الـ 18٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
جحيم التسوق العاطفي
يقال يالحبيب ان هناك فئة من البشر يمتازون بالتهور العاطفي عند الشراء
وان هذه الفئة تميل الى الإندفاع الإنفعالي للشراء في هذه اليوم تحديداً.
يعني مثلاً يشتري جهاز هاتف هو لايحتاجه، لا لشيء سوى ان عليه تخفيض 500 كرون
او قد يشتري معطفاً جلدياً
يشبه ذلك المعطف الذي غنى به كاظم الساهر اغنية زيديني عشقاً قبل 25 عام
لان سعره اصبح بــ 999 بعد ان كان بـ 1000 كرون قبل إسبوع.
وهذه الفئة هي التي تراهن عليها المتاجر وتحاول ان تستغل فراغهم العاطفي والمعنوي
من خلال اغرائهم بعروض لبضاعة ليس عليها ذلك الطلب الكبير في الأيام العادية.
في علم النفس فان كثرة التبضع هي نوع من انواع الادمان
يعني يحاول المتبضع الى الوصول الى نشوة قصيرة من خلال افراز هرمون الدوبامين
الذي يحاول من خلاله المتبضع التغلب على انواع الإحباط والحزن والملل والوحدة
التي يعيشها.
اما الشركات والمتاجر هنا في الدنمارك لا وبل في كل بلدان العالم، ذكية.
وتمتاز بالخبث والمكر، وتحاول دائماً إغرائك وتضعك تحت الضغط
من خلال حملات تسويقية ماكرة تتبع فيها اسلوب الإلحاح والتكرار
كأن تقول لك مثلاً، سارع فالكمية محدودة، او متاحة لأول 100 متبضع فقط
او ممكن تتبع الضغط العاطفي معاك، كأن تقول لك
حاول ان تدلع نفسك او تكافئها من خلال وجبة بالمطعم الفلاني
او مبيت لليلة في الفندق العلاني.
نصيحتي الشخصية المتواضعة
كي تحد من انفعالك التسويقي او شراهة الشراء التي تنتابك بلا اي سبب
حاول ان تتبع اسلوب سماحتي الفاضل من خلال اتباع المحاولات التالية :
– حاول ان تسأل نفسك، هل انت حقاً محتاج لهذه السلعة، الا تملك منها واحدة مسبقاً؟
-حاول ان تبطئ عملية الشراء، يعني لاتشتري بالتو واللحظة، خذ وقتك وفكر
وستجد نفسك بعد فترة انك قد بردت من ناحية هذه السلعة وانك اصلاً لاتحتاجها.
-حاول ان تسأل من هم قريبين عنك عن وجهة نظرهم عن عملية الشراء هذه.
-حاول ان تتاكد ان لاتعاني من فراغ عاطفي..وشوفلك زوجة ثانية اوثالثة
تكمل مسيرة نكد الزوجة الاولى..
وتعيش بنكد، افضل بكثير من ان يقال عليك مدمن شراء اشياء خردة.
وشكراً
لاداعي للتصفيق رجاءً..